بعد فوزها مؤخرا بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2018 ، بات على روسيا أن تجد خلال الأعوام المقبلة حلا لمشكلة المشجعين المتعصبين ، الذين تسببوا خلال الأيام الماضية في أحداث خطيرة ، يرى الخبراء أنها ربما كانت في طريقها إلى الازدياد.
ولم يأت وداع سبارتاك موسكو لدوري أبطال أوروبا الأربعاء الماضي بالصورة المرجوة ، بعد أن ألقت الجماهير المشاغبة مشاعل على أرض الملعب قبل حتى بداية اللقاء الذي أقيم في سلوفاكيا أمام زيلينا ، وتوقف 22 دقيقة.
واعتقل 65 شخصا على الأقل أمس السبت في موسكو على خلفية المواجهات العنيفة التي وقعت بين مشجعين متعصبين وشرطة مكافحة الشغب ، في شجار أسفر عن إصابة عشرة أشخاص على الأقل.
واندلعت المواجهات في مكان لا يبعد كثيرا عن الميدان الأحمر ، بعد أن اجتمع نحو خمسة آلاف مشجع للقيام بمظاهرة غير مصرح بها من قبل السلطات ، تأبينا لإيجور سفيريدوف الذي لقي حتفه بطلقات نارية خلال شجار وقع مؤخرا بين مشجعي كرة قدم ومهاجرين في إقليم شمال القوقاز.
ودلل العنف على الوحشية والعنصرية التي يتسم بها الكثير من المشجعين بداية من كالينينجراد حتى فلاديفوستوك ، فرموز النازية والأسلحة لم تعد شيئا مستغربا في الاستادات الروسية.
وتوفي سفيريدوف منتصف الأسبوع الماضي بعد خلاف على سيارة أجرة. وينحدر مطلق الرصاص ، كما كان الحال في مواجهات وقعت في تموز/يوليو الماضي ، من إقليم شمال القوقاز المضطرب.
وسبق أن وقعت في الماضي مواجهات عنيفة بين مشجعين وعمال قادمين من القوقاز أو من آسيا الوسطى.
وكثيرا ما تظهر لافتات في الولايات المختلفة تحمل عبارات مثل "روسيا للروس". وفي نيسان/أبريل عام 2009 ، قام بعض المشجعين المتعصبين "بتهنئة" هتلر على لافتة عملاقة في عيد ميلاده.
واعتبرت صحيفة "سبورت إكسبرس" أن ما حدث في زيلينا كان "عارا" ، بيد أن مديرة مركز حقوق الإنسان في موسكو جالينا كوشيفنيكوفا تحذر من أن تلك "الفضيحة" لا تمثل جزيرة منعزلة.
فمشجعو سبارتاك بينهم كثير من المنتمين إلى اليمين المتطرف ، لكن هناك شباب شديدي التعصب بين أنصار العديد من الأندية الأخرى.
ووفقا لكوشيفنيكوفا فإن هناك "خواء معنوي" حيث يشعر كثير من الروس بالهزيمة بعد مرور 20 عاما على سقوط الاتحاد السوفييتي. وبالنسبة للمشجعين "الهوليجانز"، يمثل استاد كرة القدم المكان المثالي للتخلص من الإحباطات.
لكن مدير الاتحاد الروسي لكرة القدم ألكسندر سبريجين يتوقع أنه "حتى عام 2018 ، سيكون جيل جديد من المشجعين قد ظهر في روسيا".
بيد أن الخبراء يرون رابطا وثيقا بين المشهد في كرة القدم والجماعات القومية ، مثل "القوة السلافية" أو "الحركة ضد الهجرة غير الشرعية".
ويقول الهولندي ديك أدفوكات ، المدير الفني للمنتخب الروسي ، :"في ألمانيا أو إنجلترا يكون هناك لدى الأندية شخص مسئول عن الجماهير. لابد أن يفرض الاتحاد الروسي هذا الشرط على الأندية".
وبعد ما حدث في زيلينا ، قال اللاعب التاريخي نيكيتا سيمونيان إن صورة كرة القدم في روسيا قد لحق بها الضرر لوقت طويل. وقال لاعب سبارتاك السابق /84 عاما/ "من العدالة أن تسمع الآن أصوات تقول إنه كان أفضل أن ينظم مونديال 2018 في إنجلترا".
وبعد أقل من ثماني سنوات من الآن ، ينتظر أن يتوافد الكثير من المشجعين على روسيا بحسب ما تعتقده "سبورت إكسبرس".
وتضيف الصحيفة :"حتى ذلك الوقت ، علينا أن نتعلم الكثير عن التسامح والتعددية"، وذلك ليس من أجل الرياضة وحدها "بل من أجل المجتمع بأسره".