يتمتع بعض أفراد مجتمعنا بصفات وسلوكيات خاصه قد لانجدها في أي مكان على وجه المعمورة, وعندما اقول صفات أو سلوكيات أقصد الغير حميدة منها. باختصار قد تتفاجأ في أحد الأيام بأن يأتي أقرب الناس إليك- سواء أخ او عم أو ابن خالة أبوك من الرضاعة أو حتى جارك قبل 30 سنه - وبدون أي سبب يأخذ نفساً عميقاً, ويوجه لك هذه العبارة: "تراني شرهان عليك" !!! ثم يردفها بعبارة "الحين يوم انك" ....إلخ, وبالنهاية تكتشف أنه شره عليك لأنك لم تحضر زواج ابنه الذي أقامه في قرية تبعد عن مكان إقامتك 550 كيلو.
وبالطبع لابد في هذه الحالة أن تبعد عن الشر وتغني له, ولا بد من أن (ينط عِرق المجاملة) عندنا فتعتذر بأنك كنت مشغولاً جداً أو ماعندك إجازة, فتتفاجأ مرة أخرى بقوله: طيب , "الحين يوم انك" حضرت زواج فلان اللي كان قبله بأسبوع وماحضرت زواج ولدي. تقول في نفسك: (الله اكبر وش ذا الزواج اللي تبيني أحضره), مجموعة من البشر حضروا بعد صلاة العشاء لمكان إقامة حفل الزواج , وسلموا على بعض, وجلس كل ثلاثة منهم بشكل انفرادي في زاوية.
في الزاوية الأولى: - شفت فلان مر من عندنا ولا سلم؟
- ماعليك منه شايف نفسه.
- أبسألك العريس موظف؟
- لا مو موظف, بس يطقطق بالمحاماة
- ايه أجل معقب؟ ليه زوجوه؟
- لا مو معقب, تراه شريك في مكتب محاماة وعنده خير
- ماشاء الله, أجل تدري خلني أروح أبارك له مره ثانيه, "يستاهل"
----------
في الزاوية الثانية: - شفت مشلح العريس؟
- لا, وش فيه؟
- قصيّر ومغبر!!!
- يارجال مشلحه يهون عند مشلح أبوفلان اللي ماغيره من عرفته
- إلا على طاري فلان, هو جاي الزواج؟
- إيه, شفه جنبك, خلنا نسلم عليه
- بعد السلام مباشرة: "يالغالي ما تزوجت؟ متى تبي تتزوج؟
- طبعاً يرجع (ينط عرق المجاملة) ويقوله فلان: يله على إيدك
يتنتهي الحوار بابتسامة صفراء, ونظرة ساخرة, مع رشفة بيالة الشاي
-----------
في الزاوية الثالثة: - فلان وش اخباره؟
- بخير بس من زمان ماكلمته لأنه يكمل دراسته برا
- كم له مبتعث؟
- له سنه
- وش بيدرس؟
- دكتوراه
- مهب كنه طول؟ لا يصير رسب
- وين مبتعث؟
- لبريطانيا
- ايييييه بريطانيا, لايهمك تراها سلق
- إلا قلي انت وش صار عليك؟
- ابد والله فصلت من شغلي, ومالقيت وظيفة تعرف مامعي إلا متوسط, بس شكلي بقدم على ابتعاث, فلان مهب أحسن مني !!!
--------
الزاوية الرابعة: - ياخوي ماتلاحظ إن العشاء تأخر؟
- إيه والله, امتلت بطوننا من شاهيهم الحالي
-(اقلطوا حياااكم الله)-
- اقول, ماتلاحظ إن الأكل بارد
- إلا, وماتلاحظ إن الخيار اللي بالسلطه كثير
- إلا, هذا وهم مسوين الزواج بفندق, على بالهم متمدنين
- وراهم حاطين بيبسي وماحطوا سفن أب
- تدري خلني أروح آخذ لي حلى قبل مايخلصونه ذالمشافيح
وبالطبع آخر من يطلع من وليمة العشاء أبطال الزاوية الرابعة , وكل واحد منهم بفمه خمسة أعواد أسنان
-------
تنتهي وليمة العشاء, وبنهايتها ينتهي حفل الزواج الممتع بهروب العريس من بثارة اللي عازمهم, وبعد كم يوم تقابل عم العريس ويقولك: "الحين يوم انك" ماحضرت الزواج؟ تقوله إلا حضرت, وبالتحديد يالحبيب أنت كنت قاعد في الزاوية الثالثة. يقول إيه زين بارك الله فيك, طبعا أنت تفرح لأنك في الحقيقة لم تحضر الزواج لكنك معتاد وتعلم بأنه من عشاق الزوايا, لكنك تتفاجأ بأنه يرجع ويقول لك: طيب "الحين يوم انك" شفتني ولا جيت سلمت, انت ماتستحي؟؟؟!!!
خاتمه: في مجتمعنا الكثير من السلوكيات والأخلاقيات المتعبة والمؤذية , والتى كم تمنيت أن تنقرض, إلا إنني وأنا أتمنى جاني أبوزاوية وقال: "الحين يوم انك" تتمنى؟ ماتبينا ننبسط يالوقح!!!