يصح أحياناً المثل الشائع الذي يقول "في العجلة الندامة". لكن عندما يداهمك الوقت عليك أن تستعجل الأمور قليلاً وهذا ما يحصل عادة في الساعات الأخيرة من سوق الإنتقالات. يلقي FIFA.com بالتالي الضوء على الصفقات التي حصلت قبل إقفال سوق الإنتقالات الشتوية.
كما إعتدنا، فإن سوق الإنتقالات مشابه للعبة الكراسي فأي تحرك من جهة معينة، تقابله سلسلة من التحركات في الجهات المقابلة. هذا ما حصل في إنجلترا حيث لم يكتف تشيلسي بخطف خدمات المدافع الدولي البرازيلي دافيد لويز من بنفيكا وحسب، بل تعاقد مع المهاجم الأسباني فرناندو توريس من ليفربول! "تشيلسي هو من الفرق التي أحب اللعب معها ومن الفرق التي أريد اللعب معها،" هذا ما قاله "إل نينو" بعد إنتقاله الرسمي إلى الفريق اللندني، مضيفاً "حلمي هو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وبإمكاني تحقيق هذا الأمر مع تشيلسي."
لكن يبدو أن فريق "الحمر" إستبق خسارته لجهود النجم الأسباني، لكن هل يستطيع فعلاً تعويض هذه الخسارة؟ نجح الفريق الفائز بدوري أبطال أوروبا 5 مرات في إقناع أياكس أمستردام بالتخلي عن جوهرته الأوروجويانية لويس سواريز الذي سجل 113 هدفاً في 156 مباراة مع الفريق الهولندي. ويأمل رابع كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA أن يكون المكمل المثالي للدولي الإنجليزي الجديد أندي كارول، إكتشاف الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، والذي حصل على خدماته فريق "الحمر" من نيوكاسل.
وكانت لعبة الكراسي في أوجها عند فولفسبورج الذي إستثمر الـ32 مليون يورو التي حصل عليها من بيع إيدين دزيكو إلى مانشستر سيتي من أجل تعزيز صفوفه، إذ ضم خمسة لاعبين جدداً إلى جانب ديوميرسي مبوكاني. فعلى امتداد ما تبقى من عمر موسم 2010-2011، سيدافع عن ألوان بطل البوندسليجا لعام 2009 كل من المهاجم الألماني باتريك هيلمز من باير ليفركوزن، والمهاجم التركي تونجاي سانلي من ستوك سيتي، والظهير الأيسر الفنزويلي يوهاندري أوروزكو من زوليا، إضافة إلى لاعب الوسط التشيكي يان بولاك من أندرلخت والكوري الجنوبي الشاب كو جا-تشيول، المتوج مؤخراً بلقب هداف كأس آسيا AFC.
وكما كانت الحال خلال فترة الإنتقالات الصيفية، نشط شالكه أيضاً في الإنتقالات الشتوية فحصل في الدقائق الأخيرة على خدمات اليوناني أنجيلوس خاريستياس الذي كان يبحث عن نادٍ منذ رحيله عن آرل أفينيون الفرنسي، إذ سيعود مجدداً إلى الدوري الألماني بعد أن دافع عن ألوان فيردر بريمن ونورمبرج وليفركوزن. والأمر ذاته ينطبق على الإيراني علي كريمي الذي ترك فريق العاصمة طهران ستيل أزين من أجل الإلتحاق مجدداً بمدربه السابق فيليكس ماجاث الذي أشرف عليه عندما كان في صفوف بايرن ميونيخ. وفي المقابل، إنتهى الموسم الألماني بالنسبة للغاني برينس تاجو الذي أعاره هوفنهايم إلى بارتيزان بلجراد، والأمر ذاته ينطبق على الأمريكي مايكل برادلي الذي أعاره بوروسيا مونشنجلادباخ إلى أستون فيلا.
ودفع وصول نجل مدرب المنتخب الأمريكي إلى الفيلنز بالأيرلندي ستيفن أيرلند لترك النادي والإنتقال إلى نيوكاسل الذي شاهد لاعبه النيجيري السابق أوبافيمي مارتينز يعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز للدفاع عن ألوان بيرمنجهام على سبيل الإعارة من روبين كازان الروسي. في المقابل، ضم راسنيج سانتاندر الأسباني المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس القادم على سبيل الإعارة من توتنتهام الذي أعار أيضاً الإيرلندي روبي كين إلى جاره ويستهام. وسيعود بدوره الأيسلندي إيدور جوديونسون إلى العاصمة الإنجليزية لعدة أشهر وهذه المرة للدفاع عن ألوان فولهام على سبيل الإعارة من ستوك سيتي، بعد أن لعب لفترة وجيزة في توتنهام.
وأكمل الإيرلندي الشمالي ديفيد هيلي مسلسل الإعارات، بعدما فشل في فرض نفسه ضمن صفوف سندرلاند، حيث إنتقل إلى رينجرز الأسكتلندي الذي تعاقد أيضاً مع السنغالي الحجي ضيوف من بلاكبيرن. وبعد أن ترك فرنسا منذ ثلاثة أعوام ونصف، سيعود النيجيري جون أوتاكا إليها للدفاع عن ألوان مونبلييه بعد أن هبط الموسم الماضي مع بورتسموث إلى الدرجة الأولى الإنجليزية. ونبقى في فرنسا، حيث تعاقد بوردو مع الدولي البرازيلي الشاب أندريه من دينامو كييف، علماً بأنه سيواجه منتخب موطنه الجديد في التاسع من فبراير/شباط الحالي في مباراة ودية تجمع السيليساو بمنتخب الديوك. وهناك فريق فرنسي آخر نشط خلال فترة الانتقالات الشتوية وهو سانت إيتيان الذي ضم المهاجم الجابوني بيار-إيميرك أوباميانج ولاعب الوسط الأرجنتيني أليخاندرو ألونسو القادمين من موناكو، بينما غادر مواطنه جونزالو بيرجيسيو صفوف "الخُضر" لتعزيز هجوم كاتانيا الإيطالي الذي يشرف عليه مواطنه الآخر دييجو سيميوني.
وفي إيطاليا أيضاً، كانت الساعات الأخيرة من سوق الإنتقالات الشتوية متقلبة جداً، على غرار حالة الطقس في شهر يناير/كانون الثاني. فقد عزز ميلان صفوفه بلاعب خامس بعد أن ضم المدافع الدولي نيكولا ليجروتالي الذي كان يعاني من جلوسه على مقاعد إحتياط يوفنتوس في الكثير من الأحيان، والذي سيخوض الآن تحدياً جديداً وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، شأنه في ذلك شأن كريستيانو زانيتي الذي يصغره بعام، إذ قرر لاعب وسط روما وإنترناسيونالي السابق ترك فيورنتينا من أجل مساعدة بريشيا للبقاء في دوري الأضواء كونه يحتل حالياً المركز قبل الأخير. أما بالنسبة ليوفنتوس، فقد ضم المهاجم الواعد أليساندرو ماتري من كالياري ما تسبب برحيل أماوري إلى بارما.
وكان اليوم الأخير من سوق الإنتقالات مجنوناً بكل ما للكلمة من معنى، وهو يسدل الستار على شهر حافل بالصفقات والانتدابات. لكن ليس هناك الكثير من الوقت للشعور بالضجر، لأنه لا تفصلنا سوى أشهر قليلة عن سوق الإنتقالات الصيفية، وسنعود مجدداً إلى الجنون ذاته
